أسعار النفط العالمي بين مد أوبك وجزر الإنتاج الأمريكي

تراجعت أسعار النفط عالميا يوم أمس الاثنين بمعدل 1% بعد انحسار التوترات الجيوسياسية التي تهدد إمدادات النفط من منطقة الشرق الأوسط أثر إعلان الإدارة الأمريكية انتهاء الضربات العسكرية الجوية علي سوريا، كما تعرضت الأسعار لضغوط إضافية بعد تصريحات الأمين العام لمنظمة أوبك في فيينا أمس الاثنين حول قيام الدول الأعضاء في أوبك وحلفاءها من منتجي النفط بمواصلة خفض إمدادات النفط خلال الأشهر القادمة وتفاؤله بحدوث توازن في السوق العالمي بشكل كامل خلال سبتمبر 2018.

وبحسب تقارير أوبك فأن معدلات إنتاج الدول المصدرة للنفط بلغ خلال الشهر الماضي 31.83 مليون برميل يوميا بمعدل انخفاض وصل لنحو 1.2 مليون برميل يوميا، هذا وتسعى “أوبك” منذ يناير الماضي 2017 إلي دعم أسعار النفط العالمية التي ارتفعت فوق 70 دولارا للبرميل بداية هذا الشهر .

وكالة الطاقة الدولية التي تنسق سياسات الطاقة للدول الصناعية علقت علي اتفاق مجموعة منتجي أوبك بمخاوف مفادها تعرض الأسواق العالمية لشح كبير في المعروض إذا ظلت الإمدادات مقيدة ورأت ان انهيار إنتاج النفط في فنزويلا العضو في منظمة “أوبك” وانقطاع الإنتاج المستمر في دول أخرى كليبيا وأنجولا من شأنه إن يقلل من إنتاج “أوبك” عن المستوى المستهدف لها وهو ما يعني أن العالم سيحتاج إلى استخدام المخزون العالمي لتلبية الطلب المتزايد ، ومن المتوقع بحسب تقارير الوكالة الدولية أن يرتفع إنتاج النفط من دول خارج أوبك لنحو 1.8 مليون برميل يوميا هذا العام وهو ما تعتبره ليس كافيا لتلبية الطلب العالمي.

من جهة أخرى ساهمت زيادة أعمال الحفر الأميركية في الضغط علي الأسعار عالمياً وذلك بعد إضافة سبعة حفارات نفطية لضخ إنتاج جديد ليصل إجمالي الحفارات إلى 815 وهو أعلى مستوى منذ شهر مارس 2015 ويتوقع ان يرتفع المتوسط السنوي لإنتاج النفط الأمريكي إلى مستوى قياسي عند 10.7 مليون برميل يوميا في 2018 وإلى 11.4 مليون برميل يوميا في 2019.

هذا وسجلت العقود الآجلة لخام برنت عند 71.85 دولار للبرميل يوم أمس الاثنين بما يعادل انخفاض 1% عن سعره السابق بنحو 72.58 دولار للبرميل، هذا وسجل سعر برنت أدنى مستوياته خلال فبراير الماضي عند 66.28 دولار .

إلى ذلك توقع خبير النفط الليبي محمد الحسومي عدم ثبات أسعار النفط عند المستويات المتوقعة من قبل أوبك والوكالة الدولية طالما التوترات العسكرية مازالت متواصلة في منطقة الشرق الأوسط والتي تعتبر اكبر مصدر للنفط الخام كما اكد بأن حالة التوتر بين أمريكا والصين من شأنها رفع الأسعار في حال تفاقم الصراع البارد إلى حرب تجارية بين قطبي التجارة الدولية.